الخميس، 29 يوليو 2010

ترمي بشرر ...


فائزة بجائزة الجوكر للرواية العربية 2010


تأليف عبده خال


الطبعة الثالثة


منشورات الجمل بيروت – لبنان
 عدد الصفحات: 416 صفحة




بكل صراحة و مع احترامي الشديد للكاتب الا أنني أول مرة أقرا للكاتب السعودي "عبده خال" وسبب اختياري للكتاب أنني خلال معيشتي في الولايات المتحدة الامريكية كانت أفضل الروايات التي قمت بقرائتها هي الحاصلة على جوائز,وعند عودتي رأيت الكثير من الصحف اما ناقدة ايجابيا أو سلبيا للجائزة أو للرواية , ومن خلال الصدفة وخلال سفري الى دبي وبحثي في المكتبة رأيت الرواية وعزمت أن أقرأها وأتعرف على الرواية واسلوب الكاتب.






أحداث الرواية:


تدور أحداث القصة حول شاب من بيئة فقيرة و فاسدة من جميع النواحي. اضطرته الظروف أن يعمل في قصر من القصور في عمل يعتبر من أقذر الاعمال وأبشعها , ومع كره الشديد لهذه المهنة ولكنه يستمر في عمل القذر التي يكون انسان متجرد من كل المشاعر والاحاسيس وتكون مهمته تنفيذ ما يطلب منه من قبل سيد القصر كأنه ألة وليس بشر تجلد أعداء سيد القصر. لا أستطيع حتى أنا أن أذكره اسم هذه المهنة نظرا لبشاعتها.


تعليقي على الرواية:


بصراحة شديدة تعتبر هذه المرة الاولى التي أقرأ رواية بهذا المضمون أو المحتوى , وكثيرا من الاوقات قد راودتني فكرة عدم اكمالها نظرا لعدم تحمل قلبي وعقلي هذه المهنة التي بالغ وأبلغ الكاتب بوصفها لدرجة جعلتني أتلم وأتقزز من هذا الفعل على الرغم أن الفعل مقزز في الاصل ولكن حين أتصورها كمهنة في طامة كبري لانعدام الدين والاخلاق والعرف ولكن في نفس الوقت تدل على براعة الكاتب في الكتابة والوصف  لمكنونات النفس  الانسانية.


مثال : " كنت أنقض على فريستي لاثبات رجولة, وليس لافراغ شهوة ولكي لا أخسر هذه الشهرة بين أقراني كنت أقدم على اقتناص فرائسي لابقاء سيرتي مهابة أترابي, وبهذه الوسيلة أبعد بقية الصياديين عن التهامي" ص 43


اثارت هذه الرواية عدة تساؤلات في ذهني وهي:


1. هل الرواية من نسج خيال الكاتب أم هي بين الخيال والواقع؟ نظرا أن بطل القصة قبل العمل بمهنة التي امتهنت به كرامته وكرامة الرجال. الكاتب من وجه نظري حاول جعل القارى يصدق أنه يوجد بوادر من الصغر تقود لفعل الفعل الفاحش مع عامل البيئة الفاسدة التي تشكل شخصية الانسان المجرم. ولكني احاول عدم التصديق مع علمي بانها رواية وبعض الروايات تكون خيال وليس حقيقة. ولكني أحاول أن أرى الجانب الاخر وهو الحقيقة.


2. هل يوجد بشر بهذا القسوة والظلم وبمنتهى الاجرامية؟ هل نحن في" عالم الغاب" كيف يتجرد صاحب القصر من انسانيته ودينه واخلاقياته ليدعو انسان احر ليتجرد من انسانيته لسبب بسيط وهو حب المال والجاه والسلطة. لدرجة أصبحت مثل الفاكهة لسيد القصر يأكل منها متى يشاء وفي أي موسم. آه من الظلم الذى هول في الاصل ظلم لانفسننا.


3.هل تعرف مع من تتعامل في حياتك؟ أو هل تعرف سكان البيت المجاور لك ؟ من خلال خبرتي قد تصادف اناس يخبرونك عن قصة حياتهم في دقيقة وعلى العكس قد ترى المتكتمين وقد تصادف الطيب وتحسبة هو الشرير والعكس. ولكن تخيل لو أن كنت جالس في أحد المقاهي وبطل القصة جالس أمامك ويحاول أن يظهر بهائة وهيبته ويداري جرمة. اعتقد أنها تتكرر لاننا بشر لا نعلم والله يعلم.


4. ما هدف الكاتب من الرواية؟ هل التعاطف مع بطل القصة؟ هل محاولة نقل رأي الطرف الاخر وان كان بشع؟ كنت من خلال بعض المواقف قد حاولت أن أتعاطف مع بطل القصة و أحاول دراسة الدوافع التي أدته لفعل وامتهان هذه المهنة


ولكن لبشاعة هذه المهنة أجدني لا أستطيع أن أختلق له العذر لآن الله في عدة مراحل في حياته قد ارشده ولكنه أختار تكملة مشوارة البشع. وهنا تقع مسوؤلية الانسان في تحمل قرارته المصيرية في الحياة.


نهاية القصة  بصراحة غير متوقعة من وجهة نظري
كانت بداية القصة  مشوقة وقوية التعبير ولكن  النهاية هي كاي نهاية سعيدة , فقد أظهر الكاتب بان بطل القصة قد أظهر بعض بوادر تدل على توبة  أو الرغبة في التوبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق