السبت، 31 يوليو 2010

أوراق العائلة

 بصراحة لم يسعني الوقت للبحث عن كتب وروايات في المكتبات الكويتية وفضلت الطريقة الامريكية وهي القراءة الاكترونية للكتب المجانية. أكتشفت مكتبات الكترونية  عربية ومجانية منها هذه الرواية التي شدني عنوانها  وهو " أوراق العائلة"


من روايات الهلال

للكاتب : محمد البساطي

دار النشر :مؤسسة دار الهلال

سنة النشر: 2003

عدد الصفحات:136 صفحة

تعتبر رواية " أوراق العائلة" من الروايات المصرية التي تتناول قصة حياة احدى العائلات المصرية التي تعيش في احدى الضواحي المصرية القديمة على حسب وصف الكاتب للمنزل التي تعيش فيه العائلة

العائلة تتكون من الجد وابنه وزوجة ابنه وابنائهم جميعهم يعيشون في المنزل الجديد المرتبط بالمنزل القديم الذي يرفض الجد ترميمة أو اعادة الحياة فيه.

محمد البساطي يبدأ روايتة بوصف دقيق جدا لمنزل العائلة وأفراده لدرجة تجعل القارىء يعيش ويتخيل أجواء القصة بكل تفاصيلها

المحور الرئيسي في الصفحات الخمسين الاولي حول الجد شاكر الذى يعتز باصالته وفحولته . الجد شاكر معروفة بنزواته مع النساء وتحرشاته بالنساء ليس له ذوق معين ولكنه يحب كل النساء أو كل خيال امرأه بالمعنى الفصيح وثم ثم ينتقل لاعطاء وصف دقيق للابن وزوجته وطبيعة حياتهم اليومية مع ابنائهم بطريقة الحدودته المصرية.

بصراحة أحلى مافي الرواية هو أسلوب الكاتب الوصفي الملىء بكثير من التفاصيل الدقيقة و مثلا عندما يصف منزل الجد القديم الذي يرفض تجديدة "كانت أرضه طينية وغير مستوية وجدارنه سميكة بها فجوات عديدة خلفتها المسامير الضخمة والحلقات

الحديدة, ودرجات السلم المؤدى للسطح والسقف من عروق خشب اختفت تحت طبقة سميكة من الهباب الذي تلفظة عين الفرن "ص 12

وتارة يصف شقاوة الجد من النساء باللجهة المصرية الحلوة"

صمت شخشخة البرايز المعدنية. همس الجد:

- جيبك لأ. ايدك لأ. أحطهم لك فين؟

- ربنا ساترها. موش عايزة.

- خاتخذيهم.

- رقبتي. بالراحة ...

الخ أخر شقاوة الراجل العجوز

يوجد جرأة في الوصف لخدمة المضمون وأن كنت قد أراه أحينا جرىء جدا في وصف شقاوة الجد مع النساء !!؟؟؟؟



تقييمي العام بأنها قصة خفيفة مغلفة باللهجة المصرية الجميلة ولكنها فقط حدودته مصرية ليس لها ابعاد فكرية أو فلسفية كبيرة, قرأتها في ساعة واحدة , على قولة وردة الجزائرية " بتونس بيك وأنت معاي"

ولكن في نفس الوقت شدني أسلوب الكاتب في الكتابة الوصفية المسهبة مما شدني لأن أقرأ له روايات أخرى.

واستوقفني شيء في ذاكرتني وانا غارقة في القراءة

وهو

نظرة الابناء للجد أو للآبائهم . الابناء في المنزل يضعون الاكبر سنا في عين المجهر يشاهدون ويسمعون كل شيء التي قد يغفل عنها الكبار أحيانا

عند وصف الكاتب راوي القصة أنه كيف كان يراقب جده وشعورة المضطرب نحو جده وأفعاله , في هذه الحظة تذكرت عندما كنت صغيرة وكنا في زيارة لمنزل جدي من جهة أبي في احدى ضواحي الكويت التي تعبر من المناطق الداخلية. كان جدي من النوع الجاف في المعاملة. لا أذكر أنه قبلني مرة أو مسح على رأسي . كنت أخاف منه نظرا لشهرتة بالعصبية وقوة الشخصية . تذكرته نظرته القاسية المقتطبه.الله يرحمه

وعلى العكس تماما

في مشهد أخر تذكرت جدتي من جهة أمي التي كانت تهتم بنظافة غرفتها وملبسها ورائحتها حتى أن رائحة البخور لا تفارقها

وكانت تحب الشعر وتستمتع بالقاء الشعر والقصص القديمة الله يرحمها

في هذه اللحظات القديمة قد تتشكل  انطباعات في شخصية الطفل التي قد لا يفهما نظرا لصغر السن ولكن عند الكبر قد يسترجع الطفل هذه المشاهد السابقة التي قد تتغلل في نفس الطفل بشكل ايجابي و سلبي .



علمتني الحياة..

باننا نحن من نعلم أبنائنا الحب أو الكره من خلال فقط عيونهم المجهرية علينا

رابط القصة

الخميس، 29 يوليو 2010

ترمي بشرر ...


فائزة بجائزة الجوكر للرواية العربية 2010


تأليف عبده خال


الطبعة الثالثة


منشورات الجمل بيروت – لبنان
 عدد الصفحات: 416 صفحة




بكل صراحة و مع احترامي الشديد للكاتب الا أنني أول مرة أقرا للكاتب السعودي "عبده خال" وسبب اختياري للكتاب أنني خلال معيشتي في الولايات المتحدة الامريكية كانت أفضل الروايات التي قمت بقرائتها هي الحاصلة على جوائز,وعند عودتي رأيت الكثير من الصحف اما ناقدة ايجابيا أو سلبيا للجائزة أو للرواية , ومن خلال الصدفة وخلال سفري الى دبي وبحثي في المكتبة رأيت الرواية وعزمت أن أقرأها وأتعرف على الرواية واسلوب الكاتب.






أحداث الرواية:


تدور أحداث القصة حول شاب من بيئة فقيرة و فاسدة من جميع النواحي. اضطرته الظروف أن يعمل في قصر من القصور في عمل يعتبر من أقذر الاعمال وأبشعها , ومع كره الشديد لهذه المهنة ولكنه يستمر في عمل القذر التي يكون انسان متجرد من كل المشاعر والاحاسيس وتكون مهمته تنفيذ ما يطلب منه من قبل سيد القصر كأنه ألة وليس بشر تجلد أعداء سيد القصر. لا أستطيع حتى أنا أن أذكره اسم هذه المهنة نظرا لبشاعتها.


تعليقي على الرواية:


بصراحة شديدة تعتبر هذه المرة الاولى التي أقرأ رواية بهذا المضمون أو المحتوى , وكثيرا من الاوقات قد راودتني فكرة عدم اكمالها نظرا لعدم تحمل قلبي وعقلي هذه المهنة التي بالغ وأبلغ الكاتب بوصفها لدرجة جعلتني أتلم وأتقزز من هذا الفعل على الرغم أن الفعل مقزز في الاصل ولكن حين أتصورها كمهنة في طامة كبري لانعدام الدين والاخلاق والعرف ولكن في نفس الوقت تدل على براعة الكاتب في الكتابة والوصف  لمكنونات النفس  الانسانية.


مثال : " كنت أنقض على فريستي لاثبات رجولة, وليس لافراغ شهوة ولكي لا أخسر هذه الشهرة بين أقراني كنت أقدم على اقتناص فرائسي لابقاء سيرتي مهابة أترابي, وبهذه الوسيلة أبعد بقية الصياديين عن التهامي" ص 43


اثارت هذه الرواية عدة تساؤلات في ذهني وهي:


1. هل الرواية من نسج خيال الكاتب أم هي بين الخيال والواقع؟ نظرا أن بطل القصة قبل العمل بمهنة التي امتهنت به كرامته وكرامة الرجال. الكاتب من وجه نظري حاول جعل القارى يصدق أنه يوجد بوادر من الصغر تقود لفعل الفعل الفاحش مع عامل البيئة الفاسدة التي تشكل شخصية الانسان المجرم. ولكني احاول عدم التصديق مع علمي بانها رواية وبعض الروايات تكون خيال وليس حقيقة. ولكني أحاول أن أرى الجانب الاخر وهو الحقيقة.


2. هل يوجد بشر بهذا القسوة والظلم وبمنتهى الاجرامية؟ هل نحن في" عالم الغاب" كيف يتجرد صاحب القصر من انسانيته ودينه واخلاقياته ليدعو انسان احر ليتجرد من انسانيته لسبب بسيط وهو حب المال والجاه والسلطة. لدرجة أصبحت مثل الفاكهة لسيد القصر يأكل منها متى يشاء وفي أي موسم. آه من الظلم الذى هول في الاصل ظلم لانفسننا.


3.هل تعرف مع من تتعامل في حياتك؟ أو هل تعرف سكان البيت المجاور لك ؟ من خلال خبرتي قد تصادف اناس يخبرونك عن قصة حياتهم في دقيقة وعلى العكس قد ترى المتكتمين وقد تصادف الطيب وتحسبة هو الشرير والعكس. ولكن تخيل لو أن كنت جالس في أحد المقاهي وبطل القصة جالس أمامك ويحاول أن يظهر بهائة وهيبته ويداري جرمة. اعتقد أنها تتكرر لاننا بشر لا نعلم والله يعلم.


4. ما هدف الكاتب من الرواية؟ هل التعاطف مع بطل القصة؟ هل محاولة نقل رأي الطرف الاخر وان كان بشع؟ كنت من خلال بعض المواقف قد حاولت أن أتعاطف مع بطل القصة و أحاول دراسة الدوافع التي أدته لفعل وامتهان هذه المهنة


ولكن لبشاعة هذه المهنة أجدني لا أستطيع أن أختلق له العذر لآن الله في عدة مراحل في حياته قد ارشده ولكنه أختار تكملة مشوارة البشع. وهنا تقع مسوؤلية الانسان في تحمل قرارته المصيرية في الحياة.


نهاية القصة  بصراحة غير متوقعة من وجهة نظري
كانت بداية القصة  مشوقة وقوية التعبير ولكن  النهاية هي كاي نهاية سعيدة , فقد أظهر الكاتب بان بطل القصة قد أظهر بعض بوادر تدل على توبة  أو الرغبة في التوبة.